السبب الذي يجعلنا نشعر بالخجل والحرج من مشاركة صراعاتنا الداخلية مع أنفسنا، وتحدياتنا الشخصية، هو أننا نعتقد أننا وحدنا فقط من نمرّ بهذه التحديات. ولنتخطاها، قد نكبت مشاعرنا ونخفي معاناتنا بالفكاهة والنكات أو حتى إسقاط هذه المشاعر وانعادام الأمان insecurities على الآخرين من خلال التعليقات السلبية العدوانية أو الحكم أو التنمر على الآخرين!
“الطعام والوزن” من الموضوعات الحساسة بالنسبة للنساء بشكل خاصّ. فمنذ سن مبكرة، يتعرضن لفيض من التعليقات حول عاداتهن الغذائية وحجم أجسامهن من العائلة والأصدقاء والأقران وحتى الغرباء. يمكن أن يكون لهذه الأحكام المستمرة تأثير كبير على احترامهن لذواتهن self worth.
إن التعليقات من بعض العمّات (والخالات) في حفلات الزفاف “نصحانة/نحفانة” ليست مجرد “تعليقات بريئة عابره”، بل إنها تجعل هؤلاء الشابات يشعرن بأنهن “غير كافيات” و”غير جديرات” بغض النظر عما يفعلنه بأجسادهن، وما يأكلنه، وبغض النظر عن مظهرهن!
وهنا تبدأ الرحلة التي لا تنتهي أبدًا لـ “فقدان الوزن”!
سألنا “ناتاشا القريب” كيف تؤثر التربية والمجتمع على آراء النساء فيما يتعلق بالطعام والوزن؛ مما يؤدي إلى ظهور أحد اضطرابات الأكل الشائعة لدى العديد منهن (فقدان الشهية، أو اضطراب الشراهة في الأكل). أوضحت أن كل شخص يتفاعل بشكل مختلف تحت نفس العوامل اعتمادًا على طبيعة الحوار الداخلي مع نفسه، بالإضافة إلى جيناته!
كما تلقينا بعض المداخلات من أخريات عانين من اضطراب واحد أو أكثر في الأكل طوال حياتهم. قالت إحداهن إن والدتها كانت مهووسة بجسدها وكانت تراقب وزنها بالغرام بشكل مستمرّ، وعندما كبرت ابنتها، كانت أيضًا تضعها تحت نفس الضغط بشأن وزنها. وفي اللحظة التي عاشت فيها ابنتها بمفردها مع زميلات السكن، تمكنت أخيرًا من الخروج من تحت سيطرة والدتها وهوسها بوزنها وأن تكون شخص سمتقلّ بذاته، لذلك بدأت في الإفراط في تناول الطعام لسنوات؛ وهنا بدأت اضطراب الشراهة في الأكل. وقالت سيدة أخرى إن الثقافة في منزلهم (منذ الصغر) كانت مبنية على التعليقات المؤذية على الجسم body shaming؛ وكانوا يطلقون عليها لقب نحيفة skinny طوال الوقت.
بعض أنواع اضطرابات الأكل
1) فقدان الشهية Anorexia
يتميز بـ: الأكل المقيّد، والإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، والخوف الشديد من زيادة الوزن.
التشخيص: فقدان الوزن الشديد، والانشغال بالطعام والسعرات الحرارية، وتجنب المناسبات الاجتماعية.
العلاج: يشمل العلاج والاستشارة الغذائية والإشراف الطبي. “نحن لسنا متخصصين طبيين ولا يمكننا تقديم المشورة الطبية. يرجى استشارة مقدم رعاية صحية مؤهل قبل البدء في أي دواء أو علاج جديد.”
2) الشره Bulimia
يتميز بـ: الإفراط في تناول الطعام يليه القيء أو ممارسة الرياضة المفرطة للتخلص من الطعام.
التشخيص: تقلبات في الوزن، وتلف الأسنان، والرحلات المتكررة إلى الحمام بعد الوجبات.
العلاج: يمكن أن يساعد العلاج والاستشارة الغذائية والأدوية في إدارة الأعراض. ”نحن لسنا متخصصين طبيين ولا يمكننا تقديم المشورة الطبية. يرجى استشارة مقدم رعاية صحية مؤهل قبل البدء في أي دواء أو علاج جديد.”
3) اضطراب الشراهة في تناول الطعام Binge Eating Disorder
يتسم بـ: نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة، مصحوبة غالبًا بمشاعر الذنب أو الخجل.
التشخيص: الإفراط في تناول الطعام، والشعور بعدم السيطرة أثناء نوبات الأكل، وإخفاء الطعام.
العلاج: يمكن أن تكون العلاجات والأدوية ومجموعات الدعم support groups فعالة. “نحن لسنا متخصصين طبيين ولا يمكننا تقديم المشورة الطبية. يرجى استشارة مقدم رعاية صحية مؤهل قبل البدء في أي دواء أو علاج جديد.”
هناك العديد من القصص والعديد من اضطرابات الأكل. ذكرنا القليل منها فقط لمساعدتك على التعرف عليها في نفسك والآخرين من حولك؛ ربما قد تكونين قادرة على مساعدة الآخرين من خلال توجيههم إلى التعرف على سلوكيات الأكل اللاواعية لديهم والبحث بعمق في ماضيهم لفهم جذور أنماط سلوكهم.
يمكنك أيضًا مساعدة العديد من الأشخاص بمجرد امتلاكك للوعي والفهم ونشره. إن التعاطف مع الأشخاص من جميع الأوزان وفهم حقيقة أنهم قد يعانون من صعوبات أعمق بكثير من “عاداتهم الغذائية” يجعلك جوهرة حقيقية!
————–
𓍢ִ໋🌷͙֒يمكنك متابعة مجتمعنا للبقاء على اطلاع دائم بمناقشاتنا مع المزيد من المتخصصين لمساعدتك في إدارة حياتك بمفردك أو مع زميلاتك في السكن، هنا𓍢ִ໋🌷͙֒:
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.